لأقارعن الدهر دون مروئي ... وحرمت عز النفس إِن لَمْ أصدق
علي بن أحمد بن علي أبو الحسن يعرف بابن الهبل الطبيب ولد ببغداد ونشأ بِهَا وقرأ فِيهَا الأدب والطب وسمع وروى عن مشائخ وقته ثُمَّ سار إِلَى الموصل وخرج إِلَى أذربيجان وأقام بخلاط عند صاحبها شاه أرمن يطببه وقرأ الناس عَلَيْهِ هناك الحكمة والأدب وفارق تِلْكَ الديار لسبب وهو أن بعض الطشت دراية قال لَهُ يوماً وَقَدْ نظر إِلَى قارورة الملك فِي بعض أمراضه يَا حكيم لولا تذوقها فسكت عنه فلما انفصل عن المجلس قال لَهُ فِي خلوة قولك هَذَا اليوم عن أصل من قول غيرك أَوْ من شيء خطر لَكَ فقال إنما خطر لي لأني سمعت أن ذوق القارورة من شروط اختبارها فقال لَهُ الأمر كذلك ولكن لا فِي كل الأمراض وَقَدْ أسأت إليَّ بهذا القول لأن الملك إِذَا سمع هَذَا ظن أنني قَدْ أخللت بشرط واجب من شروط خدمته وقوانين الصناعة فِيهَا ثُمَّ أنه عمل عَلَى الخروج لأجل هَذِهِ الحركة والخوف من عاقبتها بعد أن رشي الطشت دار حَتَّى لا يعود إِلَى مثلها وخرج وعاد إِلَى الموصل وَقَدْ تمول فأقام بِهَا إِلَى حين وفاته وحدث بِهَا وأفاد وعمر حنة عجز عن الحركة فلزم منزله قبل وفاته بسنين وَكَانَ الناس يترددون إِلَيْهِ ويقرؤون عَلَيْهِ وسئل عن مولده فقال ولدت ببغداد بباب الأزج فِي الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة خمس عشر وخمسمائة وتوفي بالموصل ليلة الأربعاء ثالث عشر من المحرم سنة عشر وستمائة وَلَهُ كتاب فِي الطب سماه المختار رأيته فِي أربع مجلدات وَلَهُ غير ذَلِكَ.
علي بن يقظان السبتي طبيب شاعر أديب أصله من سبتة ذكره بعض أهل مصر فقال ورد إِلَى البلاد المصرية سنة أربع وأربعين وخمسمائة ومضى منها إِلَى اليمن وسافر إِلَى الشرق وزار العراق ودار الآفاق وَلَهُ من قصيدة فِي الوزير الجواد جمال الدين أبي جعفر محمد بن علي بن أبي المنصور الأصفهاني بالموصل: