البيمارستانات ودكاكين الصيادلة اثنان وعشرون باباً وتوفي نصرانياً فِي يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين.

سلمويه بن بنان كَانَ طبيباً فاضلاً فِي وقته خدم المعتصم وخص بِهِ حَتَّى أن المعتصم لما مات سلمويه سألحق بِهِ لأنه كَانَ يمسك حياتي ويدبر جسمي ولما ملك المعتصم فِي سنة ثماني عشرة ومائتين اختار لنفسه سلمويه هَذَا وأكرمه.

وقال حنين أن سلمويه كَانَ عالماً بصناعة الطب ولما مرض عاده المعتصم وبكى عنده وقال لَهُ أشر عليَّ بعدك بمن يصلحني فقال عَلَيْكَ بهذا الفضولي يوحنا بن ماسويه وإذا وصف شيئاً فخذ أقله أخلاطاً ولما مات امتنع المعتصم عن الأكل فِي ذَلِكَ اليوم وأمر بإحضار جنازته إِلَى الدار وأن يصلى عَلَيْهَا بالشمع والبخور عَلَى رأي النصارى ففعل ذَلِكَ وهو يراهم وكان المعتصم قوياً وَكَانَ سلمويه يقصده فِي السنة مرتين ويسقيه عقيب كل فصد دواء فلما باشره يوحنا أراد عكس مَا كَانَ يفعله سلمويه فسقاه الدواء قبل الفصد فلما شرب الدواء حمي دمه وحم وَمَا زال جسمه ينقص حَتَّى مات وذلك بعد عشرين شهراً من وفاة سلمويه. وَكَانَتْ بَيْنَ الحسين بن عبد الله وبين سلمويه مودة فقال دخلت عَلَيْهِ يوماً فوجدته قَدْ خرج من الحمام وهو متململ والعرق يسيل من جبينه فجلس وجاءه خادم بمائدة صغيرة عَلَيْهَا دراج مشوي وشيء أخضر فِي زبدية وثلاث رقاقات وَفِي سكرجة خلّ فأكل الجميع واستدعى مقدار وزن درهمين سراباً فمزجه وشربه وغسل يده بماء ثُمَّ أخذ فِي تغيير ثيابه والبخور أقبل يحادثني فقلت لَهُ مَا صنعت فقال أنا أعالج السل منذ ثلاثين سنة لَمْ آكل فِي جميعها غير مَا رأيت وهو دراج مشوي وهندياً مسلوقة مطجنة بدهن اللوز وهذا المقدار من الخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015