فاحشة وأن الإمساك عن التقصي فِي البحث لحسرة علينا غداً عظيمة لما نعدم فِي الأرض من وجود الفاتح لما تريده فقال لَهُ يَا سيماس لا تدعنَّ التقصي لشيء أردته فإن تقصيك لذلك هو الَّذِي أسر بِهِ وَلَيْسَ بَيْنَ هَذِهِ الحال عندي وبين الحال الأخرى فرق فِي الحرص عَلَى تقصي الحق فإنا وإن كنا نعدم أصحاباً ورفقاء إشرافاً محمودين فاضلين فإنا أيضاً إذ كنا معتقدين متيقنين بالأقاويل الَّتِي لَمْ تزل منا نصير إِلَى إخوان فاضلين إشراف محمودين منهم اسلاؤس واملوس وارقيليس وجميع من سلف من ذوي الفضائل الإنسانية وعدد أقواماً غير من ذكرنا فلما تصرم القول فِي السفس وبلغوا من سؤالهم الغرض الَّذِي أرادوا سألوه عن هيئة العالم وَمَا عنده من الخبر فِي ذَلِكَ فقال أما مَا اعتقدناه وبيناه فهو أن الأرض كروية وأن الأفلاك محيطة بِهَا ومحيط بعضها ببعض الأعظم بالذي يليه فِي العظم وأن لَهَا من الحركات مَا قَدْ جرت العادة بالقول بِهِ وسمعتموه منا كثيراً فأما مَا وصف أناس آخرون فإنهم وصفوا شيئاً كثيراً ثُمَّ قص قصصاً طويلة فِي ذَلِكَ مما ذكره الشعراء اليونانيون القائلون فِي الأشياء الإلهية كاوميروس وارقاؤس وأسيدوس وابيذقليس ثُمَّ قال أما مَا قلنا فِي النفس وَفِي هيئة الأرض والأفلاك فلم نخدع فِيهِ وَلَمْ نقل غير الحق فأما هَذِهِ الأشياء الأخر فإنه لَيْسَ بحثها من فعل رجل حكيم فلما فرغ من ذَلِكَ قال أما الآن فأظنه قَدْ حضرت الساعة الَّتِي ينبغي أن نستجم فِيهَا فلا نكلف النساء إحمام الموتى فِي صيوان الحكم فإن الأمر يأتي يعني السياسة قَدْ دعتنا ونحن ماضون إِلَى اذوس فإن الأمر فانٍ ونحن ماضون إِلَى تراوس وأما أنتم فتنصرفون إِلَى أهاليكم ثُمَّ نهض ودخل بيتاً يستحم فِيهِ فأطال اللبث فِيهِ ونحن نتذاكر مَا نزل بِنَا من فقده وإنا نعدم أباً شفيقاً وتبقى بعده كاليتامى ثُمَّ خرج إلينا وَقَدْ استحم فجلس ودعا بولده ونسائه فأتى بهم وَكَانَ لَهُ ابنان صغيران وابن كبير فودعهم وأوصاهم بالذي أراد وأمر بصرفهم فقال لَهُ قريطون مَا الَّذِي تأمرنا بِهِ أن نفعله فِي ولدك وأهلك وغير ذَلِكَ من أمرك فقلت لست آمركم بشيء جديد بل هو الَّذِي لَمْ أزل آمركم بِهِ من الاجتهاد فِي إصلاح أنفسكم فإنكم إِذَا فعلتم ذَلِكَ سررتموني وسررتم كل من هو مني بسبيل فقال لَهُ اقريطون فما الَّذِي تأمرنا بك أن نعمل إِذَا مت فضحك ثُمَّ