المؤمنين الصيدلان لا يطلب منه شيء من الأشياء كَانَ عنده أَوْ لَمْ يكن اأخبر بأنه عنده ودفع إِلَى طالبه شيئاً من الأشياء التي عنده وقال هَذَا الَّذِي طلبت فإن رأي أمير المؤمنين أن يضع اسماً من الأسماء لا يعرف ويوجه إِلَى جماعة من الصيادلة فِي طلبه لابتياع فليفعل فقال المأمون قَدْ وضعت الاسم وهو شفطيثا وشفطيثا ضيعة من الضياع بقرب مدينة السلام فسير المأمون جماعة إِلَى الصيادلة يسألهم عن شفطيثا فكل ذكر أنه عنده وأخذ الثمن ودفع شيئاً من حانوته فصاروا إِلَى المأمون بأشياء مختلفة فمنهم من أتى بقطعة حجر ومنهم من أتى بقطعة وتد ومنهم من أتى ببعض البزور فاستحسن المأمون نصح يوسف لقوة عن نفسه قال زكريا للافشين فإن رأى الأمير أن يمتحن هؤلاء الصيادلة بمثل محنة المأمون فليفعل فدعا الافشين بدفتر من دفاتر الأسروشنية فأخرج منه نحواً من عشرين اسماً ووجه إِلَى الصيادلة من يطلب منهم أدوية مسماة بتلك الأسماء لبعض أنكرها وبعض ادعى معرفتها وأخذ الدراهم من الرسل ودفع إليهم شيئاً من حانوته فأمر الافشين بإحضار جميع الصيادلة فمن أنكر معرفة تِلْكَ الأسماء أذن لهم فِيهَا بالمقام فِي معسكره ونفى الباقين عن المعسكر ونادى فِي معسكره بذلك وكتب إِلَى المعتصم يلتمس بعثه إِلَيْهِ بصيادلة لهم أديان ومتطببين مثل ذَلِكَ فاستحسن المعتصم فعله ووجه إِلَيْهِ بمن سأل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015