أقدر أن أكون مثل إسقلبيوس وقال جالينوس أيضاً فِي صدر كتاب حيلة البرء مما يجب أن يحقق الطب عند العامة مَا يرونه من الطب الإلهي فِي هيكل إسقلبيوس عَلَى مَا حكاه هروسيس صاحب القصص أن بيتاً كَانَ فِي مدينة رومية كَانَتْ فِيهِ صورة تكلمهم ويسألونها وَكَانَ المستنبط لَهَا فِي القديم إسقلبيوس وزعم مجوس رومية أن تِلْكَ الصورة كَانَتْ منصوبة عَلَى حركات نجومية وأنه كَانَ فِيهَا روحانية كوكب من الكواكب السبعة وَكَانَ دين أهل رومية قبل النصرانية عبادة النجوم هكذا حكاه هروسيس.
ولإسقلبيوس أخبار شنيعة سائرة ذكرنا أقربها إِلَى العقل قال أفلاطون فِي كتابه المعروف بالنواميس أن إسقلبيوس كَانَ مشتغلاً فِي هيكل بالتقديس إذ تحاكم إِلَيْهِ رجل وامرأة فِي جنين كَانَ فِي بطن المرأة قال إسقلبيوس للمرأة أنه كَانَ زوجك فِي هيكل عبدة الشمس يدعو لَكِ بالبقاء والسلامة وأنت قَدْ واقعك غلام من بني فلان وستلدين بعد ثلاث خلفاً مشوهاً فولدت لَهُ فِي صدره يدان ثُمَّ عطف عَلَى الرجل فقال يَا هَذَا عقدت نكاح هَذِهِ المرأة عَلَى مَا لا ينبغي فحصدت منها أكثر مما زرعت. وحكي عنه أنه أيضاً أفلاطون فِي هَذَا الكتاب أن رجلاً خبأ لَهُ مالاً فقال يَا نور الألباب ضاع لي مال فأثره لي فنهض معه إِلَى منزله فأثاره لَهُ ثُمَّ قال للرجل حقبق لمن يسخر بأنعم الله أن يسلبه إياها وسيذهب لَكَ هَذَا المال ثو لا يعود وَكَانَ كذلك.
وذكر بقراط أن عصا إسقلبيوس كَانَتْ من شجرة الخطمى معتدلة فِي الحر والبرد وَكَانَ يراعى فِي أموره الاعتدال فلم ير أن يتخذ عصا إِلاَّ من شجرة معتدلة وإنما صور حولها حية لأنها من بين جميع الحيوانات أطولها عمراً فجعل ذَلِكَ مثالاً للعلم الَّذِي لا يدثر ولا يبيد وَلَهُ أخبار عند النصارى وَفِي كتبهم تجري مجرى الأسمار لا يلامسها العقل فأضربت عن ذكرها.
واعلم وفقك الله أن الكلام فِي أولية الطب ومن أحدثه وَفِي أي زمن وجد عسِر جداً وذلك أن الذين يقولون يقدم العالم يقولون أن الطب قديم