الزّبيري: من هذا الذي دخل ولم يستأذن له، ثم اتّكأته وبسطته؟ قال: هذا فقيه الفقهاء والمرأس عند أهل المصر، أبو بكر ابن عيّاش؛ قال الزّبيري: فلا كثير ولا طيب، ولا مستحق لما فعلت به {فقال أبو بكر للأمير: من هذا الذي يسأل عني بجهل، ثم تتابع بسوء قول وفعل؟ فنسبه له، فقال له: اسكت مسكتاً} فبأبيك غدر ببيعتنا، وبقول الزور خرجت أمّنا، وبابنه هدمت كعبتنا، وبك أحرى ان يخرج الدّجّال فينا؛ فضحك موسى حتى فحص برجليه، وقال للزّبيري: أنا والله أعلم أنّه يحفظ أهلك وأباك ويتولاه، ولكنّك مشؤوم على آبائك.
200 - دخل كلثوم بن عمرو العتّابي على المأمون وعنده إسحاق الموصلي، فغمز المأمون إسحاق عليه، فجعل العتّابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فقال له العتّابي: ما اسمك؟ فقال: كل بصل؛ قال: هذا اسم منكر. قال: أتنكر أن يكون اسمي كل بصل واسمك كل ثوم {والبصل أطيب من الثوم} ؟ فقال: أظنك إسحاق! فقال: نعم؛ فتوادّا.
201 - خرج الرشيد يوماً في ثياب العوام ومعه يحيى بن خالد وخالد الكاتب وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبو نواس وعليهم ثياب العامة، فنزلوا سهرية مع ملاّح غريب اختلاطا بالعوام. فنزل معهم