85 - قال عبيد الله بن محمدٍ التيمي: سمعت ذا النّون يقول بمصر: من أراد أن يتعلم المروءة والظرف فعليه بسقاة الماء ببغداد، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: لمّا حملت إلى بغداد، رمي بي على باب السلطان مقيّداً، فمرّ بي رجلٌ متزرٌ بمنديل مصري، معتمٌ بمنديل دبيقي، بيده كيزان خزفٍ رقاقٍ وزجاج مخروط، فسألت: هذا ساقي السلطان؟ فقيل لي: لا {هذا ساقي العامة؛ فأومأت إليه اسقني، فتقدّم وسقاني، فشممت من الكوز رائحة المسك، فقلت لمن معي: ادفع إليه ديناراً؛ فأعطاه الدينار، فأبى، وقال: لست آخذ شيئاً} فقلت له: ولم؟ فقال: أنت أسيرٌ، وليس من المروءة أن آخذ منك شيئاً؛ فقلت: كمل الظرف في هذا.
86 - قال نسيمٌ الكاتب: قيل لأشعب: جالست الناس وطلبت العلم، فلو جلست لنا؟ فجلس، فقالوا: حدّثنا! فقال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول " خلّتان لا يجتمعان في مؤمن ". ثم سكت، فقالوا: ما الخلّتان؟ فقال: نسي عكرمة واحدة، ونسيت أنا الأخرى.