في يده أعطاه خرقةً وخيطاً، وقال له: اربط ذهبك، وأصلح مويلك، فإنّك لا تدري كم يدوم هذا لك {فأدخل عليه رجلٌ يقاد؛ فأعطاه، فكأنه استقله، فقال عمر لقائده: اخرج به؛ فخرج به، ففرشها، ثمّ دعاه، فقال: خذ هذه كلّها؛ فجمعها، وخرج فرحاً.
34 - عن عبد الله بن عاصم بن المنذر، قال: تزوّج عبد الله بن أبي بكر الصديق عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت حسناء، ذات خلقٍ بارعٍ، فشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها، فطلّقها؛ وقال:
(ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير جرمٍ تطلّق)
فرق له أبوه، وأمره فراجعها، ثمّ ثم شهد مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] غزاة الطائف، فأصابه سهمٌ، فمات منه، فقالت عاتكة:
(رزيت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكرٍ وما كان قصّرا)
(وآليت لا تنفك عيني حزينةً ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا)
(فلله فلله عيناً من رأى مثله فتىّ ... أكرّ وأحمى في الهياج وأصبرا)
(إذا شرعت فيه الأسنّة خاضها ... إلى الموت حتى حتى يترك الرمح أحمرا)
ثم تزوّجها عمر بن الخطاب، فأولم، وكان فيمن دعا علي بن أبي طالب؛ فقال: يا أمير المؤمنين} دعني أكلم عاتكة؛ فقال: كلّمها؛ فأخذ عليّ بجانب الخدر، ثم قال؛ يا عديّة نفسها:
(وآليت لا تنفك عيني قريرةً ... عليك ولا ينفك جلدي أصفرا)