اخبار الزمان (صفحة 261)

وكان موسى عليه السلام ابعدهم قليلا إلى المشرق، وأمر أن يبعدوا

هنالك، فلما أكلوا وشربوا ألقى الله تعالى على القبطيين رجالا ونساء السبات حتى منعهم من كل شئ.

ثم سار موسى عليه السلام بجميع بني إسرائيل من أول الليل، وكان عددهم ستمائة ألف وأربععين ألفا ونيفا.

وأخرجوا تابوت يوسف عليه السلام من النيل وحملوه معهم، دلتهم على موضعه عجوز مؤمنة من القبط، ومضت معهم.

فسار ببني إسرائيل إلى ناحية بحر القلزم ليخفي آثارهم، فلما كان من آخر الليل عرف فرعون بخروجهم، وما فعلوه بنساء القبط من إعارة حليهن إلى الاسرائيليات ودعائهن به، فجلس لوقته ونادى في الناس، فلما اجتمعوا أمرهم أن يتأهبوا للركوب في آثارهم وأجلهم ثلاثة أيام.

وخاطب كل من قرب منهم وبعد من جيوشه وحشوده أن لا يتأخروا عن لحاقه طرفة عين، فلما أصبح في اليوم الرابع ركب الناس، وركب معهم يتقدمهم واتبعوا آثار بني إسرائيل، ولم يبق أحد من اولاد الملوك ولا من أتباعهم ولا من فيه فضل إلا سار معه، فيقال إنه كمل عددهم، وزاد على موسى عليه السلام ستة آلاف ألف.

فلم يمر موسى عليه السلام بعلم من أعلامهم إلا سقط، ولا بصنم إلا سقط لوجهه، وساروا مقربين حتى لحقوهم على ساحل البحر.

فلما أحس موسى عليه السلام بهم، قال لأخيه هارون تقدم إلى البحر وكنه بأبي العماس، ومره ان يكف عنا موجه، ويسكن عنا حركته، حتى أصل أنا ومن معي.

فمضى هارون لذلك، وركب موسى عليه السلام، فلما وقف موسى على البحر ضربه بعصاه، فانشق لوجهه، وظهرت فيه اثنتي عشرة طريقة، فدخل

كل سبط على طريق، وجعل بينهم طاقات رقيقة من الماء ليرى بعضهم بعضا، فدخل القوم، ودخل موسى عليه السلام في آخرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015