الخنادق، وعمل بناحية العريش حصناً، وكذلك على حدود مصر، واستخلف هامان وكان يقرب منه في نفسه.
وأثار بعض الكنوز وصرفها في بناء المدائن والعمارات، وحفر خلجاناً كثيرة، ويقال أنه الذي حفر خليج سودوس، فكان كلما عرجه إلى قرية من قرى الحوف حمل اليه أهلها مالا، فاجتمع من ذلك شئ كثير، فأمر برده على أهله.
وبلغ الخراج في وقته سبعاً وستين ألف ألف، وكان ينزل الناس على منازلهم وهو أول من عرف العرفاء على الناس.
وكان ممن صحبه من الاسرائيليين رجل يقال له إمرى وهو عمران أبو موسى عليه السلام، فجعله حرساً لقصره يتولى حفظه وإغلاقه بالليل.
وكان قد رأى في كهانته أنه يجري هلاكه على يد مولود من الاسرائيليين فمنعهم المناكحة ثلاث سنين لأنه رأى أن ذلك المولود يكون فيها، وأن امرأة إمرى يعني عمران أتته بعض الليالي بشئ أصلحته له فواقعها فحملت بهارون،
ثم واقعها في السنة الثالثة فحملت بموسى عليهما السلام، فرأى في كهانته أنه قد حمل بذلك المولود، فأمر بذبح المولودين الذكور من بني إسرائيل، ولم يتعرض لأمرى لقربه منه، ولحراسته قصره.
الا أن موسى كان من أمره ما قصه الله عزوجل في كتابه من أمر التابوت وقذف أمه في النيل إلى ان صار الى تحت قصره، وأخذ امرأته له واسترضاعها لأمه.
وامتنع فرعون من قتله إلى أن كبر وعظم شأنه، ورد فرعون كثيرا من أمره وجعله من قواده، وكانت له سطوة، ثم وجهه لغزو الكوشانيين، وكانوا قد عاثوا في أطراف مصر، فخرج في جيش كثيف ورزقه الله الظفر، فقتل منهم خلقاً وأسر خلقاً وانصرف غانما سالماً، فسر به فرعون وامرأته.
فاستولى وهو غلام على كثير من أمر فرعون، وأراد أن يستخلفه حتى قتل رجلاً من أشراف القبط، وكان يقرب من فرعون فهرب منه.