اخبار الزمان (صفحة 171)

وكان أشجع اهل زمانه، ثم هلك فاغتم عليه الملك، وأمر أن يدفن مع الملوك في الهرم، ويقال بل عمل له وأقام عنده أعلاماً، وزبر عليه اسمه وما عمل في وقته من الحروب.

وأقام مناوس ملكا ثلاثا وسبعين سنة، ومات وجعل في الهرم مع أجداده في حوض من صوان أبيض مصفح بالذهب والجوهر، وجعل معه كثير (1) من ذخائره وأمواله وعجائبه.

وملك عليهم ابنه افراوس (2) الملك، وكان عالماً محنكاً فخالف أباه في فعله، وعدل في الناس ورد النساء اللاتي غصبهن أبوه إلى أزواجهن.

وعمل في وقته قبة طولها خمسون ذراعاً وعرضها مائة ذراع، وركب في

جوانبها أطياراً تصفر بأصناف الأصوات المطربة لا تفتر، وعمل في وسط المدينة مناراً من صفر عليه صورة رأس إنسان من صفر كلما مضت ساعة من الليل والنهار صاح ذلك الرأس فيعلم بصياحه دخول ساعة ويعرف من كل سمعه عدة الساعات.

وجعل مناراً آخر وجعل فيه قبة من صفر مذهب ولطخه بلطوخات، فاذا غربت الشمس اشتعلت تلك القبة نورا فيضئ لها كثيراً من المدينة مشبهاً بالنار لا تطفيها الرياح، ولا الأمطار، فاذا كان النهار قل ضوؤها لنور الشمس.

ويقال إنه أهدى الى الدرمشيل الملك ببابل مدهنة من زبرجد قدر خمسة أشبار، وكان استهداه ذلك ليجعلها في بيت القربان.

ويقال انها وجدت بعد الطوفان، ويقال إنه عمل في الجبل الشرقي صنماً عظيماً قائماً على قاعدة مصبوغاً بلطوخ أصفر مموه بالذهب وجهه إلى الشمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015