إلا ما يريده ابن سنكلا، وأشرت بأن يقصدوه في أمره فكلموه فيه غدوة يوم فأطلق في عشيته. وخرج الراضي معه الوزير متنزهاً وخرجنا معه فسار من الجانب الشرقي حتى حارتي بُزُوغَى ثم عبر إليها فأقام يومين ورجع. وورد لعشر خلون من المحرم رجل يعرف بالخلنجي كان يحمل الخريطة إلى مكة ويسبق بالأخبار فأخبر بسلامة الناس وتمام الحج.
ومات يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم موسى من ولد الرضا، وكان من أسن ولد الحسين عليه السلام في وقته، ونودي في الطريق بحضور جنازته، وكان من الزهد والطهارة على طريقة سلفه رضي الله عنهم وعنه.
وكثر الضجيج من تعنت أصحاب لؤلؤ للناس ووضع الجبايات. عليهم وإغرامهم، فعزل عن شرطة بغداد، ووليها محمد بن بدر الشرابي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر.
ومات شيخ بالكوفة محدث مسند، يعرف بسوداني كان عنده عن أبي كريب وعباد بن يعقوب، ووافى رسول ملك الروم بهدايا كثيرة منها صياغات وثياب ديباج ومقارم وآنية ذهب، طريفة الصياغة، فجلس الراضي يومهاً فعرضها علينا، ووهب لنا أكثرها، وما كان شيء ألذ عنده من شيء يهبه وطعام يؤكل بين يديه ما بخل بشيء قط، وما سمع بأكمل جود منه.
وورد الخبر بوقعة كانت لابن رايق إلى دجلة البصرة، ودخل