وصار فاتك حاجب ابن رايق إلى دجلة البصرة ليأخذ البصرة فلقيه بالمفتح إقبال فهزمه ورده إلى الجامدة. ومات شيخ مسند يعرف بالزعفراني، نزل دار عمارة وانحدر الوزير والقاضي عمر بن محمد والكوفي في ذي القعدة إلى واسط، إلى ابن رايق.
ومات أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى في ذي الحجة، وكان عنده إسناد ليس بالرفيع. ورجع الوزير إلى بغداد ولم يلق ابن رايق لأنه خاف أن يطالبه بمال. ودخل الكوفي بغداد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، خليفة لابن رايق فجمع مالاً وخرج إليه لثلاث بقين من ذي الحجة.
رجع القاضي عمر بن محمد إلى بغداد لليلتين من المحرم. ونزل الوزير داره التي على دجلة بين القصرين، ووجه إلي يأمرني أن أحمل إليه كتاب الكتاب الذي ألفته فاستحسنه، وكان جميع من يدخل إليه ممن يأنس به ويعلم أنه يفهم يقول له: لقد سرني أنه بقي في الزمان من يحسن أن يؤلف مثل هذا! ووصلني بثلاثمائة دينار وأعطى الحشم رزقه وألحق اسمي بهم وأطل رزقي وزاده في جملة المال وكان ابن مقلة قد أخرجني من جملتهم وأفردني لما جالسه ابنا المنجم وشعثاني عنده فكاتبته بأشعار يغفر بها الكبائر من الذنوب فما عطف علي! منها أني مدحته بقصيدة ما مدح بمثلها قط، فما استمع الشعر مني، فأنفذته على