إلى ضيعته بالصافية لأيام خلت من شعبان، وانتقل والده إلى الصافية جمال بغداد، ومن لا يرى الناس مثله. ومات نسيم البشراني الخادم للنصف من شعبان فأمر الراضي أن يرد ما كان إليه إلى كاتبه أبي عمرو فأبى أن يقبل ذلك إلا برئيس من الخدم يكون الاسم له، وحشم الشراب ومن يخدم فيه مضمومون إليه، وهو يكفي الخدمة فجعل الراضي ذلك إلى زيرك الخادم القاهري.

وفي هذا الشهر خرج مفلح الأسود إلى بيت المقدس أشير عليه بذلك لكراهة الراضي مقامه بالحضرة، ولعهدي به وقد دخل ليودعه وهو يبكي ويضطرب. ويقبل الأرض. ويشكو أن فراقه لمولاه كفراقه لحياته. والراضي يقول هذا وجه كنت تحبه، وحيث ما كنت فأنت لي وقريب مني وعنايتي تلحقك. ثم خرج على كره منه.

وورد الخبر بدخول الوزير إلى الموصل أول يوم من شهر رمضان على اختيار عمل له. ومات أبو عبد الله بن المهتدي لليلتين خلتا من شهر رمضان، وكان قد حدث وكان فقيهاً مشهوراً، له حلقة يجتمع إليه الناس، وفي هذا الشهر قطعت يد رجل في ناحية بشرى المؤنسي وطيف به في الجانبين، ونودي عليه هذا جزاء من يسعى في الأرض فساداً لأنه اتهم جماعة من الحجرية كانوا يجتمعون في دار له بدرب النهر لبيعة يوقعونها، فقرر وضرب فقال أنا مقتول، فلم أوقع غيري فمني ووعد العفو فابتدأ يقر، فذكر جليلاً من الحجرية، وأراد أن يذكر غيره، فأمر الراضي بترك سؤاله وقال: ما حاجتي أن أفسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015