وكان إذا ذكر أبيات يحيى بن علي هذه يشتد غيظه ويقول أقوالاً يسمعها سائر الجلساء، لا أحب ذكرها، ويسرني منه بأن يقول قد شفي القلوب ابن المعتز بجوابه.
وأنشدني يوماً العروضي جواباً ليحيى في غير شعر عمله أحسن والله في بعضه، ولكني لا أذكره للطعن الذي فيه.
واعتللت وهو أمير فتأخرت عن خدمته، والنوبة التي كانت علي فكتب إلي رقعة فيها:
يا عَلِيلاً جَعَلَ السَّا ... عَةَ إِذْ غَابَ شُهُوراً
ولَقَدْ كَان بِهِ ال ... دَّهْرُ إذ جَاءَ قَصيراً
لِعُلُومِ لاَ أَرَى ال ... دَّهْرَ لَهُ فِيها نَظِيرا
صَرَفُ اللهُ الأذَى ... عَنْكَ ولقَّاكَ سُرُورا
فكتبت الجواب:
يا أَميراً ما رَأَيْنَا ... مثْلَهُ فَضْلاً أَميرَا
يا أَبا الْعَبَّاس يا شَمْ ... ساً ويا بَدْراً مُنيرَا
يَا كَبِيرَ الْعَقْلِ والْ ... آدابِ مُذْ كَانَ صَغِيرَا
والذي نكذب إن ... قسنا به يوماً نطير
قد أَتَى عيْدَكَ شِعْرٌ ... منْكَ خَلاَّهُ حَسِيَرا