لي وللعروضي حتى يقرئنا رقاعاً له إليه وجواباته له، وربما أقرأنا أهاجي قد هجاه بها.

فقال بعقب وصفه للأمير الأخشاذ وذمة لمن ذم كيف كنت حدثتني عن عمارة بن عقيل مع خالد بن يزيد الشيباني، وتميم بن خزيمة بن خازم التميمي؟ فقلت له: حدثني القاسم بن إسمعيل أن عمارة حدثه أنه أضاق فصار إلى تميم بن خزيمة وهو تميمي من رهطه، فسأله فاعتل فجاء إلى خالد ابن يزيد الشيباني وهو من ربيعة بعيد النسب منه فسأله فأعطاه وأكرمه واعتذر إليه فقال عمارة يفضل خالداً عليه:

أَأَتْرُك إنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُ خَالِدٍ ... زِيَارَتَهُ إِنِّي إِذاً لمُلِيم

فَلَيْتَ بِثَوْبَيهِ لَنَا كَانَ خَالِدٌ ... وكَانَ لِبَكْرٍ بِالثَّرَاءِ تَميمُ

فَيُصْبِحُ في قَوْمِي أَغَرُّ مُحَجَّلٌ ... وَيُصْبِحُ فِي بَكْرٍ أَغمُّ بَهِيمُ

ولعمارة أهاج في تميم ومدخ لخالد بن يزيد كثيراً.

فقال لي الراضي لما سمع هذا فليت! يريد فليت لي الأخشاذ بابن رائق، وهذا ظريف مما كان يقوله ولكنه ينبئ عن جميعه، وكذلك صنعت في أشياء اختصرتها لئلا يطول الكتاب بها.

ولم يزل الراضي ذكياً عاقلاً مذ كان صبياً قرأ يوماً أبياتاً من الشعر في الغزل، فقال لي اعمل في نحوها فعملت:

يا مَلِيحَ الدَّلاَلِ رِفْقاً بصَبٍّ ... يَشْتَكي منْكَ جَفْوَةً وملاَلاَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015