ابن له ما احتمله!.

وأعجب من ظنه بأنه لا ذنب له ونسيانه ما فعله: ذهاب الرأي عن جميع من معه ممن يدبره، وما ذهب على العقلاء، ولا على أهل الرأي. فلقد رأوا الذي فعله الأمير بالرأي قبل كونه.

أخر أمر المتقي لله

فكان قبض الأمير على المتقي لله يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر، وكان هذا كله غير علم أبي جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد ولا إطلاع عليه، ولا مشاورة له فيه، ولا علم به إلا في وقته.

ولما توثق من المتقي لله في المضرب، نهب أصحاب الأمير عسكره، فلم يفلت من جميع من كان معه أحد، وخرج قوم لتلقيه فنهبوا.

ووجه الأمير بصافي الخازن إلى دار ابن طاهر، لإحضار أبي القاسم عبد الله بن المكتفي بالله، وأخذ الخاتم من يد المتقي وسلمه إلى صافي.

فصار صافي إلى دار ابن طاهر، واستخرج عبد الله بن المكتفي بالله فألبسه ثياباً جاء بها معه ودفع الخاتم وقلد سيف حمايل، وصار إلى مضرب الأمير، فعقد له الأمر، وكحل المتقي لله فصاح فأمر أصحاب الدبادب فضربوا بها، فصاح فلم يسمع صياحه، بعد أن خلع نفسه وسلم الأمر إلى الخليفة عبد الله.

وكان هذا كله يوم السبت بالعشى، لإحدى عشرة ليلة بقيت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015