وحرمه إلى الموصل قبل الوقعة، وأراد إنفاذ المتقي معهم فكره ذلك واختار المقام مع ناصر الدولة، فأشفق عليه فقدمه إلى موضع يعرف بالأعمى فوق تكريت بستة فراسخ، وأقام ناصر الدولة فوق تكريت قليلاً بازاء الدير ووجه بقواده كلهم مع أخيه سيف الدولة منهم يروخ وعيسى جال والترجمان ولؤلؤ وأرسلان وإبراهيم بن أحمد بن أمير خراسان.
فواقع سيف الدولة توزون، يوم الأربعاء لخمس بقين من شهر ربيع الآخر، ثم تحاجزوا، وقد وقعت بأسكورج ضربات. ولم يشك سيف الدولة أنه ظافر لأنه قاتل في يومه ذاك أشد قتال، فبكر على القتال يوم الخميس لأربع بقين من الشهر. وكان سيف الدولة كمن بين قشير ونمير، ليخرجوا إذا احتدت الحرب على أصحاب توزون، فلما علق بعض القوم ببعض عطفت قشير ونمير على سواد سيف الدولة فنهبوه، تعصباً زعموا للمضرية على الربعية، فظن سيف الدولة أن توزون كاده بذلك، وكمن كميناً خلفه ليتبعه إلى تكريت، فرجع إليهم فوجد أعرابه وكمينه قد نهبوا سواده، فأوقع بهم فطاروا بين يديه.
وكان غلام سيف الدولة يمك التركي مما يلي دجلة في عدة، فمال عليهم توزون فهزمهم واقتطع نحو خمسمائة ديلمي، كانوا في الميسرة فاستأمنوا وأمرهم بطرح السلاح.
وكان شغل سيف الدولة بالأعراب سبب الهزيمة، وتقطر بيمك التركي غلام سيف الدولة فرسه فأسر.