وخلع على أبي عبد الله الحسين بن سعيد حمدان لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم، وولى أرمينية وآذربيجان وعقد له لواء.
وصاح المسجنون بناصر الدولة واستغاثوا إليه من الضر والجوع والسجن، إلى جانب داره. فتأذى بهم وجلس لهم جلوس غضبان فأطلق وقتل وقطع وكحل، وكل هذا من الإجراء عليهم، فأخلى السجون فلم يترك فيها أحداً.
وخلع في أول صفر على العباس بن شقيق رسول نصر بن أحمد أخي إسماعيل وعقد لصاحبه لواء، فحمله غير منشور، ودفع إليه سيف وخلع سرية لصاحبه، وقد كانت لابن شقيق هذا خطوب من اتهام أبي عبد الله البريدي له وكتابه من واسط إلى أخيه ببغداد، أن يحذره فزعم العباس لما أفلت ورجع أنه أراد قتله، فمنعه وجود الأتراك من ذلك وأنه أخذ أكثر ما كان اشتراه لصاحبه من فاخر الثياب والفرش وغير ذلك، واحتج عليه بالإضافة والحاجة إلى مثل هذا. ثم إن ابن شقيق جد في الخروج إلى صاحبه، وقد كان ورد عليه الخبر بموته فاحتال أن كتب كتباً ونصب نبوخاً ببطلان موت صاحبه، خوفاً أن يعطف السلطان على ما بقي معه وما استنفده بعد فيأخذه، فخرج عن بغداد وتبعه ناس كثيرون، فاله ثلج في الطريق بقرب همذان، فمات أكثر الناس وذهبت أمتعتهم، وكان ابن شقيق أسوأهم حالاً.
وورد الخبر بغلبة الروم على أرزن وميافارقين، ومجيئهم إلى دارا