كان يهجوه قبل إسلامه ثم أسلم وشهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وحسن أثره وما زال محموداً مرضياً إلى أن توفي ويقول له حسان بن ثابت وكان كافراً:
أَبُوكَ أَبٌ حُرٌّ وأُمُّكَ حُرَّةٌ ... وَقَدْ يلِدُ الْحُرَّانِ غَيْرَ نَجِيبِ
فَلاَ يَعْجَبَنَّ النَّاسُ مِنْكَ ومِنْهُمَا ... فَما خَبَثٌ مِنْ فِضَّة بعَجِيبِ
فقال لي قد والله سرني جميع ما جرى وأراني طريق المسلاة واعتقني من هم كان قد ملكني وغلب علي. أعلمت أن الناس يظنون أن هذا من قول حسان، إنما هو لأبي سفيان صخر بن حرب. وأنا قد كنت أظن ذلك حتى عرفتنيه فقلت له. إن حسان هجاه بقصيدة فيها بيت يقال إنه ما سمع بهجاء قط أنصف منه، وهو قوله:
هَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعَنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
أَتَهْجُوهُ وَلَسْتُ لَهُ بِمِثلٍ ... فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِداءُ
هذا أَنصف بيت قيل قط من هجاء قال الصولي: وما حكيت من ألفاظه التي مرت، وما أحكيه من كلامه بعد فهو كما أحيكه أو شبهه أو مقارب، إذ كنت لا أقدر على أن أحفظ لفظه على حروفه وأنا أحفظ معناه.
وكان والله إذا جمع نفسه وأحضر خاطره كأنه ينطق بلسان المنصور