الحيلة فوافى بغداد على الجمازات لخمس خلون من شعبان، لنه اتصل به أن الراضي علي، وكان اعتل في هذا الوقت حتى طرح من فيه في يومين وليلتين من الدم أربعة عشر رطلاً، وشاهدنا بعض ذلك، وركب يوم الفطر إلى المصلى تكينك وأبو بكر النقيب، وانقطع الدم عن الراضي وصلح قليلاً. وأخرج ابن مقلة ليلة الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال ميتاً من دار السلطان فدفن عند باب الفيل فسأل أهله فيه فنبش ليلة الجمعة للنصف من شوال وسلم إلى أهله فدفنوه في مقابرهم.
وكان الراضي يقول لنا بالموصل أيام ظهور ابن رايق ببغداد: لو كان ذلك الفاعل حياً الساعة لأجلس خليفة، ولأخذ أموال التجار، فالحمد لله الذي حدث هذا وليس هو في الدنيا - يردد هذا مرات لئلا نعلم أنه حي في يده، وكذا كان يقول في أمر القاهر، وحدثنا كيف عذب وكيف مات - حتى وجد حياً بعد وفاته، وكثرت الرفايغ إلى بجكم من ظلم أصحابه للناس، فجلس للمظالم يوم الخميس لتسع بقين من شوال وبين يديه ابن شيرزاد فحمد في جميع ما أمر به ونهى عنه. وورد الخبر بهزيمة ابن طغج لابن رايق حتى صار إلى دمشق. ومات أبو عبد الله المطيعي يوم الأربعاء لأربع بقين من شوال، ومولده سنة ثلاث وثلاثين، وكان مسنداً ثقة. ومات أبو العباس الخصيبي لليلة بقيت من شوال فجأة بلا علة. وجلس بجكم للمظالم لليلتين بقيتا من شوال، ونظر في ثلاثين رقعة، فجرى أمره فيها على سداد. ورجع رسول القرمطي بهدايا لبجكم، فيها فرسان لم ير مثلهما، ووفاه بجكم ما