والله أوثق الناس. ويغمه بعده عن الخدمة. فيروج العمل والعمال يرتزقون فيحبون أن يطول الأمر ليأخذوا أرزاقهم، وهذا لا يزيد رزقاً. فدعاه وأمره أن يضم إلى الألف الدينار ألفي دينار ويخرج، فأطل يده على جميع الناس، فعرف راغب أن هذا من جهتي، فقال لي أنت عرضتني لهذا؟ قلت نعم. رأيت الأستاذ يغزو ويحج على غرر، وهذا أفضل من الغزو والحج والجهاد بعد الفرض، فرضي عني وكان قد غضب. وخرج ففرغ من البثق بعد نيف وخمسين يوماً، وركب الراضي ونحن معه نتنزه بكرخايا، فأعد له القاضي بالصالحية ضيعته، فاكهة كثيرة، وطعاماً واسعاً، على أنه يتغدى فيها، فلم يمض إليها، وعاد إلى بستان ابن قرابة فتغدى فيه وانصرف من يومه ومعه بجكم، وعمل الجسر الفوقاني بمال أوصى به أبو الوليد من ثلثه، وأوصى بأن يعمل به الجسر.
أنكر بجكم على الترجمان دخوله بلا أمر ورجوع الديلم، فأظهر كتاباً عن تكنيك يخبره بأن الأمير أمره بذلك، فكان ذلك مما أنكره الأمير على تكينك وما زال الترجمان ملازماً بيته إلى أن رضي عنه بجكم ووافت الأخبار بمصالحة ابن طغج لابن رايق ووردت الخريطة بتمام الحج، إلا أن الحسنى قطع على قوم منهم، وقد فصلوا من المدينة راجعين. وصلى بالناس عمر بن الحسن بن عبد العزيز. وكان صيغون