لا تُطِعْ فِينَا الْوُشَاةَ فَقَدْ ... جَعَلُونَا ضُحْكَةُ الْبَلَدِ
حِينَ فَازُوا دُونَنَا بِيَدٍ ... مِنْكَ واسْتَوْلُوا عَلَى الأَمَدِ
وَرَأَيْناهَا مُعَايَنَةً ... إِنَّ هَذَا مُنْتهَى الْكَمِدِ
بَعْدَ أَنْ كُنَّا بِفَضْلِكَ فِي ... طِيبِ عَيْشٍ دُونَهُمْ رَغَدِ
فَأَنِلْنا مَا أَنَلْتَهُمُ ... خَمْسَةً تُوفِي عَلَى الْعَدَدِ
أوْ فَزِدْنَا مِثْلَ عَادَتِنا ... لَيْس غَمْرُ الْجُودِ كَالثَّمَدِ
عِنْدَنا مِنْ فِعْلِهِمْ تِرَةٌ ... فَأَزِلْها الْيَوْمَ بِالْقَوَدِ
لَمْ تَزَلْ بِالْبَذْلِ تَبْدَأُنَا ... فاجْعَلَنْها الآنَ دُونَ غَدِ
وَلْيَكُنْ إِنْ شِئْتَ مُكْتَتماً ... إِنَّنا مِنْهُمْ عَلَى رَصَدِ
وَأَزِلْ نَحْساً بِرُؤْيَتِهِمْ ... طَالعاً مِنْهُمْ بِمُفْتَقَدِ
وَعَلَيْهِمْ لا عَلَيْكَ بِهِمْ ... دابرَاتُ السُّوءِ وَالنَّكَدِ
فما عوضنا بشيء وأقام على كياده لنا، وأقام أياماً بتكريت، ثم رحل منها يريد الموصل، فنزل منزلاً على أربعة فراسخ. واستهل هلال صفر ودخل بجكم قبل ذلك إلى الموصل، ووافى الخبر بظهور ابن رايق يوم الأربعاء لليلتين أو لثلاث خلون من صفر وأنه دخل إلى بغداد كأنه لم يكن بها من ناحية باب قطربل ومعه ألف من القرامطة فيهم رافع