قدمت على معاوية وافدا وعنده وفود العرب، فأمر بسريره فوضع على قاعة الدار، وأمر صاحب حرسه فقام على رأسه، وصفّ جند أهل الشام سماطين، ثم أذن للوفود فدخلوا فدخلت، فأقبل عليّ فقال: يا ابن عبّاس إنّ بابي لكم لمفتوح، وإنّ خيري لكم لممنوح [1] ، فلا يغلق بابي عنكم علّة، ولا يقطع خيري عنكم كلالة [2] . ترون أنّكم أحقّ بما في يدي منّي، وأنا أحقّ به منكم [3] ، وأعطيكم العطيّة فتأخذونها [19 ب] متكارهين عليها، وتقولون أخذنا دون حقّنا وقصر بنا دون قدرنا [4] ، فصرت كالمسلوب والمسلوب لا حمد له [5] ، فبئست المنزلة التي نزلت [6] منكم: أعطي فلا أشكر، وأمنع فلا أعذر، ونعم [7] المنزلة نزلتم مني: إعطاء سائلكم وانصاف قائلكم [8] ، قل يا ابن عبّاس [9] . فحسر ابن عباس عن ساعديه مغضبا، ثم