وغيرها خلق كثير من شيعتنا في سببه [1] ، فذلك يفسد ما ذكرت اليوم، وهو يعلم في نفسه، لو صرت إلى ما ذكرت وقد أشرف على استلاب ما بأيدينا، أنّ ذلك عن رهبة منّا له، وكيف تنصرف جيوشهم عن العراق، وقد فضّوا [2] من كان يدفعهم عنها، وأشرفوا على الظهور عليها. فقال: أنت يا أمير المؤمنين بين أمرين لا تخرج من أحدهما: إمّا لك، فو الله ما يضرّك ولا يعيبك ملاحمتك الرجل وإكرامك إيّاه لقرابته بك، بل يزيدك الله خيرا، ويأجرك عليه ويحسن النشر عنك فيه، أو عليك فيجيء ما جاء ويدك عند الرجل ظاهرة مشهورة، وإحسانك إليه في تزويجك إياه وحقنك دمه معروف غير مجهول. فقال مروان [3] : لست أدفع ما ذكرت إلّا أن الوقت ضيق، ليس بوقت ذاك، ولا يزداد أمره لو فعلت ذلك به إلّا القوّة، ولا يزيد ذلك أهل الشام إلّا إجلالا لأمره ومقاربة له ووحشة منا ومتابعة له خيفة من جنوده ورغبة فيه بما أظهرنا من إجلال منزلته، فلم يقبل من عبد الحميد ما أشار به عليه [4] . [197 ب] .
وكتب إلى الوليد بن معاوية، وهو عامله على دمشق، وإلى سفيان بن يزيد بن محمد بن عطية السعدي، وهو عامله على البلقاء، يأمرهما بأخذ إبراهيم والبعث به، فبعث إليه. فزعم طيفور قال: أنا يومئذ غلام مراهق حيث أتته الخيل، وهو في المسجد، فأطافوا بالقرية، وأتوا منزله فطلبوه فقيل لهم: هو في المسجد، وأخذوا أبا العباس، وأتاهم إبراهيم [5] فقال لهم: