أغرّ منافيّا بنى المجد بيته ... مكان الثريا ثم علّى فكبّدا
ومورد أمر لم يجد مصدرا له ... أتاك فأصدرت الّذي كان أوردا
وموقد نار لم يجد مطفئا له ... أتاك فأطفأت الّذي كان أوقدا
فلم أر في الأقوام مثلك سيّدا ... أهشّ بمعروف وأصدق موعدا
وأنهض بالعزم الثقيل احتماله ... وأعظم إذ لا يرفد [1] الناس مرفدا
ولو لم يجد للواقفين ببابه ... سوى الثوب ألقى ثوبه وتجردا
وحدّث أشياخ من أهل الحرمين أنهم سمعوا أشياخهم يذكرون أن الإمام إبراهيم بن محمد كان إذا قدم الحرمين بهج به من بهما من ولد عبد المطلب وجذلوا [2] ، وتباشروا به واستبشروا. وقالوا: وكان إذا قدم الحرمين سأل [188 ب] من بهما من ولد عبد المطلب عن حالهم، فمن كان في نعمة زاد في نعمته، ومن كان منهم مختلّا أنعم عليه.
عبد الرحمن بن مالك الأنصاري عن أبيه أنّه سمع شيخا لهم، وكان صديقا لإبراهيم الإمام، يقول: قدم إبراهيم الإمام علينا المدينة، وكنت جالسا عنده يوما، إذ أتاه عبد لرجل من مزينة، فشكا مولاه وقال: يا ابن عمّ رسول الله اشترني، فأرسل إلى مولاه فاشتراه وأعتقه. وجاء مولى للنوفليين محجوب البصر فذكر له عري أهله، فبعث إلى ثياب من السوق فدفعها إليه، وقال: اكسها عيالك. وأتاه نفر من العرب فسألوه أن يرفدهم في حمالة يحملونها [3] ، فسألهم عن مبلغ حمالتهم وما جمعوا منها وما بقي عليهم منها، فذكروا له ذلك فأعطاهم ما بقي عليهم من حمالتهم، فقلت: بأبي أنت وأمّي