خبر ابى مسلم وابتداء أمره
قال أبو الخطاب: كان أبو مسلم من أهل أصبهان، ولد في منزل عيسى بن معقل العجليّ [1] ونشأ مع ولده، فقطع الطريق على قوم من التجار في ضياع عيسى بن معقل، وذلك في إمارة خالد بن عبد الله القسري على العراق، فسأل خالد عن عيسى فأخبر أنّه يشتمل على اللصوص وأنّه لهم معقل يأوون إليه، فوجّه إليه خالد من أتى به، فتناوله بقضيب كان في يده وأمر بضربه وحبسه في السجن بالكوفة، وأبو مسلم معه يومئذ غلام يخدمه. وكان خالد قد حبس قوما من شيعة بني العبّاس من أهل الكوفة وقوما من شيعتهم من أهل خراسان بعث بهم إليه [2] أسد بن عبد الله فيهم رجل يقال له حفص الأسير، وكان أبو مسلم يسمع الشيعة الذين في الحبس يتذاكرون الدعوة فيصغي لقولهم حتى وعى بعضه فأعجبه وأخذ بقلبه، وكان يكثر لزوم أبي موسى عيسى بن إبراهيم السرّاج من أهل الكوفة، وكان من علماء الشيعة، فلذلك قيل إن أبا مسلم كان سرّاجا [3] . وكان من في السجن بالكوفة يرسلون أبا مسلم في