ابن عباس فقال: يا غلام! ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ؟ قال:
بلى يا رسول الله صلى الله عليك بأبي أنت وأمّي، قال: احفظ الله تجده أمامك، اذكر الله في الرخاء يذكرك في الشدّة، إذا سألت فسل الله، وإذا استعنت فاستعن باللَّه، جفّ القلم [1] بما هو كائن، فلو جهد الخلق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا على أن يضرّوك بشيء لم يكتبه عليك لم يقدروا عليه، فعليك بالصدق في اليقين، وإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأنّ مع العسر يسرا [2] .
قال: كان يقال لعبد الله بن العباس حبر هذه الأمّة لسعة علمه، وقد كان [3] في صغره لزم عليا، وكان [4] يزقّه العلم زقّا. وقيل من أراد العلم والجود والجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب يجد ذلك كله [5] .