وأبي مسلم الخراساني، وإبراهيم بن سلمة [1] . والظاهر أن أخباره عن نشاط أبي مسلم في خراسان وعن نشاط المسودة العسكري بقيادة قحطبة وانتصاراتهم، تعتمد على هذه المصادر وعلى أناس متصلين بالحلقة العباسية مثل أبي إسحاق بن الفضل الهاشمي [2] ، كما أخذ بعض معلوماته عن أفراد من الأسرة العباسية مثل عيسى بن عبد الله وعيسى بن موسى وعيسى بن علي وإبراهيم بن المهدي والرشيد [3] .

وأعطى المؤلف صورة داخلية لطبيعة الدعوة وأحاديثها، وكشف عن جذور الغلو فيها، مما لا يناسب العباسيين بعد مجيئهم للحكم، وهذا يجعل بعض محتويات الكتاب أقرب إلى الوثيقة السرية منها إلى كتاب للجمهور.

وكل هذا يشير إلى صلة خاصة للمؤلف بالعباسيين وبأتباعهم، وهو أمر يذكرنا بما جاء في مقدمة القسم الثاني من «تاريخ الخلفاء» ، حيث يوضح المؤلف صلة الولاء التي تربطه بالعباسيين، وهي خير صلة للاطلاع على الروايات والأخبار العباسية المباشرة.

6- إن مصادر كتابنا هذا، تجعلنا نحدد زمن تأليفه بأواسط القرن الثالث الهجريّ. وحين ننظر إلى من كتب عن الدولة العباسية في هذا القرن [4] ، فإنّنا نميل إلى نسبة الكتاب إلى محمد بن صالح بن مهران «ابن النطاح» (ت، 252 هـ/ 868 م) [5] . ومع أن الإشارات إلى ابن النطاح تجعله أول من صنف كتابا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015