أوجعتك. فقام الحجام وقال: أرى أن تدع الحجامة في هذا العام، وانصرف.
عن محمد بن العلاء الكاتب أنه قال: قال حمزة بن بيض لغلام له: أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة؟ ففكر الغلام ساعة ثم قال: يوم الثلاثاء. وقيل لحمزة بن بيض: كم تشرب من النبيذ؟ قال: أكثر من رطلين شيء.
ومنهم أبو أسيد. عن محمد بن رجاء قال: قال أبو أسيد وحدث بحديث: كان ذلك في خلافة المهدي قبل موت المنصور. وقال: مر على أبي أسيد بعيران فقام قوم كانوا حوله: ما أفرههما؟ فقال أبو أسيد: أحدهما أفره من الآخر، قالوا: أيهما أفره؟ قال: القدامي أفره من الأول. وعزى أبا أسيد رجل عن مصيبته فقال له: رزقنا الله مكافأتك. وعن محمد بن عبد المطلب قال: قال أبو أسيد ونظر إلى رجل نائم: قم، فكم تنام كأنك بعير ناد وقيل لأبي أسيد: حدثنا عن ابن عمر، فقال: كان يحف شاربه حتى يبدو بياض إبطيه.
ومنهم جحا ويكنى أبا الغصن، وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء، إلا أن الغالب عليه التغفيل، وقد قيل: إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم.
عن مكي بن إبراهيم أنه يقول: رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.