حدثني بعض إخواني أنه كان بتكريت وأن رجلاً اشترى من خباز مائتين وعشرين رطلاً من الخبز بدينار، ثم كان يأخذ كل يوم شيئاً إلى أن تحاسبا يوماً، فقال: قد أخذت مائة وعشرين رطلاً وبقي لك مائة وعشرين، فقال له: انذر هذه بهذه وأعطني الدينار، فجعل الرجل يستغيث ويقول كيف أفعل بهذا؟ فيقول: أليس لك عندي مائة وعشرين ولي عندك مائة وعشرين؟ فيقول: بلى، فيقول: انذر هذه بهذه وأعطني الدينار، فاجتمع الناس عليهم على ذلك إلى أن رفعت قصتهم إلى الأمير.
رجع بعض القرشيين إلى امرأته، وكانت قرشية وقد حلقت شعرها، وكانت أحسن النساء شعراً، فقال: ما خطبك؟ فقالت: أردت أن أغلق الباب فلمحني رجل ورأسي مكشوف فحلتقه، وما كنت لأدع شعراً رآه من ليس لي بمحرم. ومثل هذا بلغني عن بعض القصاص أنه قال لأصحابه: احلقوا اللحى التي تنبت في مواقف الشيطان.
حدثني بعض العلماء أن رجلاً مغفلاً نظر في المصحف فقال: قد وجدت فيه غلطتين فأصلحوهما، قالوا: وما هي؟ قال: " كل بناءٍ وغواص " هذا غلط إنما يجب أن يكون كل بناءٍ وجصاص والأخرى " والتين والزيتون " إنما هي والجبن والزيتون.
حدثني بعض الأصدقا أن رجلاً وقف بباب داره يوم الجمعة والمطر يأتي سيلاً، فقال لرجل من المارين: يا أخي هو ذا الذي يجيء مطر؟ فقال له: أما ترى؟ فقال: أردت أن أقلد غيري في انقطاعي عن الجمعة ولا أعمل بعلمي.
وروى أبو بكر الصولي عن إسحاق قال: كنا عند المعتصم، فعرضت عليه جارية، فقال: كيف ترونها؟ فقال واحد من الحاضرين: امرأتي طالق إن كان الله عز وجل خلق مثلها، وقال الآخر: امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها، وقال الثالث: