وقصدنا الجرف فوجدنا القمقم وقلعناه، وسعيت بنفسي في تتبع الموضع فتقدمت إلى الصياد استقصاء الحفر، فوجدنا سبعة قماقم أخر مملوءة مالاً، فحملنا الجميع إلى معز الدولة فسر به فأمر للصياد بعشرة آلاف درهم فامتنع من قبولها وقال: الذي أريده غيرها، قال: ما هو؟! قال: تجعل لي صيد تلك الناحية وتمنع كل أحد غير من الصيد، فضحك الأمير وعجب من جهله وحمقه: وأمر له بما سأل.
عن المدائني عن عمرو بن الحسن قال: خرج أهل بيت من اليمن من منازلهم حتى صاروا إلى شعب من الجبل، فاختفوا فيه وقالوا: نهرب من شهر رمضان لا يدخل علينا.
قال أبو علي الداراني: كان الطالقاني من أصحاب أبي حنيفة، وكان شديد الغفلة، فقال يوماً لابن عقيل: كيف مذهبكم في المرأة هل يجوز أن يزوجها ابنها؟! قال له ابن عقيل: في ذلك تفصيل، إن كانت بكراً جاز، وإن كانت ثيباً لا يجوز، فقال: ما سمعت هذا التفصيل قط.
قال: وكان الطالقاني يسأل، فيقال له: ما تقول في فأرة ميتة مشت على شيء هل ينجس؟! فيقول: لا.
حدثني بعض أصدقائنا قال: كان بواسط رجل من المعدلين، إلى جانب داره اصطبل، فقال له أهله: إنا نغسل الثياب في السطح فيطير بعضها إلى الإصطبل فلا يردونه علينا، فقال: وأنتم إذا طار لهم شيء فلا تردوه، قالوا: أي شيء يطير من أرض الإسطبل إلى سطحنا؟! قال: أي شيء طار مثل لجام ومقود وفرس وغيره.
قيل: إن رجلاً من السندية وهي على ستة فراسخ من بغداد، جاز بدجاج ليبيعه قريباً من دجلة، ببغداد، فأفلتت دجاجة، فطلبها فلم تقع بيده، فقال لها: اذهبي إلى القرية حتى أبيع الباقي، ثم جاء وباع البواقي ورجع إلى القرية وجعل