الماء البارد وطلب شيئاً يسخن فيه الماء فلم يجد، فنزع ثوبه وعبر النهر سباحة حتى استعار شيئاً يسخن فيه الماء ورجع سباحة ثم سخن فيه واغتسل.
عن أبي العيناء أنه قال: رأيت يوماً في الوراقين منادياً مغفلاً في يده مصحف مخلق الأداة، فقلت له: ناد عليه بالبراءة من العيب، وأنا أعني به الأداءة، فأقبل ينادي بالبراءة مما فيه، فأوقعوا به.
عن البحتري قال: قال لي السراج: منذ أربعين سنة لم أوتر خلافاً لمن يوجبها، قلت: أنظر إلى تغفيل هذا الرجل كيف ترك واجباً عند قوم، وسنة عند الأكثرين، وما يضر من أوجبها من تركه إياها.
عن معمر أنه قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواد، فظننت فيهم الخير فجلست إليهم، فإذا هم ينتقصو علي بن أبي طالب ويقعون فيه، فقمت من عندهم، فإذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست إليه، فلما أحس بي وسلم قلت: يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون علياً ويشتمونه، وجعلت أحدثه بمناقبه وأنه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو الحسنين وابن عم الرسول، فقال: يا عبد الله، ما لقي الناس من الناس، ولو أن أحداً نجا من الناس، لنجا منهم أبو محمد رحمه الله، هو ذا يشتم وحده. قلت: ومن أبو محمد؟ قال: الحجاج بن يوسف. وجعل يبكي، فقمت عنه وقلت: لا يحل لي أن أبيت في هذه البلدة، فخرجت من يومي.
قال: وفي هذا المعنى قال ابن الماجشون: كان لي صديق مدني فقدته مدة ثم رأيته، فسألته عن حاله فقال: كنت بالكوفة، فقلت: كيف أقمت بها وهم يسبون أبا بكر وعمر؟ فقال: يا أخي قد رأيت منهم أعجب من ذا، قلت: وما هو؟