بئس مقام الشيخ أمرس أمرس ... أمّا على قعو وأمّا اقعنس

وقال أبو زيد: أما مقدم يد الرماح فلا أبكيك إلا للدلو والمرس.

والكرب: أن يشدّ حبل بعد الحبل الأول فان انقطع الأول ضبط الدلو الكرب فالأول العناج، والثاني الكرب، قال الحطيئة: البسيط

قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ... شدّوا العناج وشدّ وافوقه الكربا

أخبارنا الأخفش قال حدثنا بشر بن عمر عن احمد بن يحيى قال حدثنا العباس بن الفرج فال حدثنا بشر بن عمر بن عبد الله بن طيقة عن أبي زرعة عمرو بن جابر عن عبد الله بن عمر ما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لن تقوم الساعة حتى يرفع الركن والمقام ".

حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الرازي عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم قال حدثنا بن أبي زائدة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قضي في القارصة، والقامصة، والواقصة بالديّة أثلاثا، قال ابن أبي زائدة: وتفسير ذلك أن ثلاث جوار اجتمعن يلعبن فركبت إحداهن الأخرى فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فوقعت الراكبة فوقصت أي اندفعّت عنقها فماتت، فجعل على القارصة ثلث الديّة وعلى القامصة الثلث الثاني وأهدر الثلث الثالث لأنه حصة الراكبة وذلك أنها أعانت على نفسها بركوبها.

قال أبو القاسم: أصل الوقص الدقّ، وكل شيء دققته فقد وقصته وكان السبيل أن يقال الموقوصة لأنه يقال وقصت فهي موقوصة، ولكنه جاء بلفظ الفاعل على معنى مفعول كما قيل ماء دافق بمعنى مدفوق، وعيشة راضية بمعنى مرضية.

اخبرنا عبد الله بن مالك قال اخبرنا الزبير قال اخبرني مصعب بن عثمان عن أبيه جعفر بن الزبير بن العوّام قال: لمّا كان يوم الجمل نادى عليّ بن أبي طالب بالزبير بن العوّام فخرج إليه فقال له: يا أبا عبد الله لمن كان حلّ لك خذلاننا فحرام عليك قتالنا. قال: أفتحب أن انصرف عنك؟ قال: ومالي لا أحب ذلك وأنت سيف رسول الله وحوارى رسول الله، وصهر رسول الله، وسليل رسول الله، وابن عم رسول الله. فانصرف عنه وعارضه ابنه عبد الله فقال: ما دعاك يا أبة؟ فأخبره الخبر فقال: أما والله لقد أعلمك ابنه أبي طالب مع علمك أنّك بهذا الأمر أملك منه بعنان فرسك. ولمن أخطأك لما أن يقول الناس جبّنه ابن أبي طالب ليقولنّ خدعه. قال الزبير: ليقل منه شاء ما يشاء أن يقول فو الله لا أشري عملي بشيء أبدا، وللدنيا علي أهون من صيحة سحساحة، وانصرف راجعا.

قال أبو القاسم: الضيح: اللبن يكثر مزج الماء به فيفسد. والسحساحة: من السحّ وهو الصبّ كأنّه قال: الدنيا أهون عليّ من مذقة أفسدت بالماء فصبتّ لأنه لا مستنفع فيها.

اخبرنا المعنوي قال حدثني إسحاق بن إسماعيل الأصبهاني عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الكريم القرشي عن سعيد بن عفير عن علوان بن داود قال: خرج عمر بن الخطاب ليلة فسمع امرأة تقول من بيت: البسيط

ألا سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج

فقالت لها امرأة معها: من نصر بن حجاج؟ قالت: اجل وددت أنه في ليلة من ليالي الخريف وأطول ليلة من ليالي الشتاء. وليس معه غيره. فدعا بها عمر فضربها بالدرّ ة ضربات ثم سأل عنها فلم يخبر عنها إلاّ بخير. فلما كان من الغد أرسل إلى نصر بن حجاج فأحضره وله شعرة: فقال: انه ليتمثل بك ويغنىّ بك، وأمر بشعرته فحلقت ثم راح إليه بالعشيّ فرآه في الحلاق احسن منه في الشعر فقال له: لا تساكني في بلدة واختر أيّ البلدان شئت. فكتبت المرأة إلى عمر: البسيط

قل للإمام الذي تخشى بوادره ... مالي وللخمر أو نصر بن حجاج

إني غنيت أبا حفص بغيرهما ... شرب الحليب وطرف قاصر ساجي

لا تجعل الظنّ حقّا أو تيقّنه ... إن السبيل سبيل الخائف الراجي

إن الهوى زمهّ التقوى فخيسّه ... حتى اقرّ بإلجام وإسراج

فبعث إليها عمر: لم يبلغنا عنك إلاّ خير. وكتب إليه نصر بن حجاج: الطويل

أأن غنت الذلفاء يوما بمنية ... وبعض أحاديث النساء غرام

ظننت بي الأمر الذي ليس بعده ... بقاء ومالي في الندىّ كلام

فأصحب منفيا على غير ريبة ... وقد كان لي بالمكّتين مقام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015