والفارض: الكبيرة التي ليست بصغيرة. والداجن: الذي يعلف في البيت ولا يرسل إلى المراعي. والضالع من البقر والغنم ما كمل وتناهت سنة، وذلك في السنة السادسة. والقارح مثله من الخيل. والكبش الحوري: ذكر ابن أن قتيبة أنه ضرب من الكباش الحمر الجلود، ولا أدري من أي شيء اشتقاقه إذ كان المعروف في اللغة هو أن الحور البياض، ومنه قيل للقصارين الحواريون لتبيضهم الثياب.

اخبرنا اليزيزي قال اخبرني عمي الفضل بن محمد بن أبى محمد اليزيزي عن أبيه عن جده قال: اخبرني بعض أصحابنا قال: اجتزت بناحية نجد على جارية من الأعراب كأنها فلقة قمر تنظر عن عينين نجلاوتين بأهداب كفوادم النسر لم أر أكمل كمالا منها. فوقفت أنظر إليها ولحسنها وبجنبها عجوز، فقالت العجوز: ما وقوفك على هذا الغزال النجدي، ولا حظ لك فيه. فقالت الجارية: دعيه بالله يا أمتاه يكن ما قال ذو الرمة: الطويل

خليلي عدا حاجتي من هواكما ... ومن ذا يواسي النفس إلا خليلها

ألما بمي قبل أن تطرح النوى ... بنا مطرحا أو قبل بين يزيلها

وأن لم يكن إلا معرس ساعة ... قليلا فإني نافع لي قليلها

اخبرنا الأخفش قال اخبرنا ثعلب قال حدثني حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه قال: كان رجل من آل أبى جعفر يعشق مغنية فطال عليه أمرها وثقلت مؤونتها فقال يوما لبعض إخوانه إن هذه قد شغلتني عن كثير من أموري فامض بنا إليها لأكاشفها وأتاركها، فقد وجدت بعض السلو. فلما صار إليها قال لها: أتغنين قول الشاعر: الوافر

وكنت أحبكم فسلوت عنكم ... عليكم في دياركم السلام

قالت: لا ولكني اغني قول القائل: الوافر

تحملّ أهلها منّي فبانوا ... على آثار من ذهب العفاء

فاستحيا الفتى وأطرق وازداد بها عجبا وكلفا. قال لها: أتغنين قول القائل الطويل

وأخضع للعتبى إذا كنت ظالما ... وأن ظلمت كنت الذي يتنصّل

قالت: نعم، وقول القائل: الطويل

فأن تقبلي بالود نقبل بمثله ... وأن تدبري أذهب إلى حال باليا

فتقاطعا في بيتين وتواصلا في بيتين ولم يشعر بهما أحد.

اخبرنا الأخفش قال اخبرنا المبرد قال: دخلت في حداثتي أنا وصديق لي من أهل الأدب إلى بعض الديارات لننظر إلى مجانين قد وصفوا لنا فرأينا منهم عجائب، حتى انتهينا إلى شاب في حجرة منهم نظيف الوجه واللباس على حصير نظيف، بيده مرآة ومشط وهو ينظر في المرآة ويسرح لحيته، فقلت: ما يقعدك هنا وأنت مباين لهؤلاء؟ فرفع طرفه وأمال آخر وأنشأ يقول: الكامل

الله يعلم أنني كمد ... لا أستطيع أبثّ ما أجد

نفسان لي؛ نفس تقسّمها ... بلد وأخرى حازها بلد

وإذا المقيمة ليس ينفعها ... صبر تجد الذي أجد

فقلت له: أراك عاشقا. قال: أجل. قلت: لمن؟ قال: أنك لسؤول. قلت: محسن أن أخبرت. قال: أن أبي عقد لي على ابنة عم لي نكاحا فتوفيّ قبل أن أزفها. وخلّف مالا عظيما، فقبض عمي على جميع المال وحبسني في هذا الدير وزعم أني مجنون، وقيمّ الدير في خلال ذلك يقول لنا: احذروه فأنه الآن يتغير ثم قال لي: أنشدني شيئا فأني أظنك من أهل الأدب. فقلت لرفيقي أنشد. فأنشد:

قبلّت فاها على خوف مخالسة ... كقابس النار لم يشعر من العجل

ماذا على رصد في الدار لو غفلوا ... عنيّ فقبلتها عشرا على مهل

غضي جفونك عني وانظري أمما ... فإنما افتضح العشاق بالمقل

فقال لي: أبو من جعلت فداك؟ قلت: أبو العباس، فقال: يا أبا العباس أنا وهذا الفتى في الطرّفين، هذا مجاور من يهواه مستقبل لما يناله منه، وأنا ناء مقصى، فبالله أنشدني أنت شيئاً. فلم يحضرني في الوقت غير قول عمر بن أبي ربيعة: الكامل

قالت سكينة والدموع ذوارف ... تجرى على الخدين والجلباب

ليت المغيرىّ الذي لم أجهزه ... فيما أطال تصبرّي وطلابي

كانت تردّ لنا المنى أيامه ... إذ لا تلام على هوى وتصاب

خبرّت ما قالت فبتّ كأنما ... ترمي الحشا بصوائب النشاّب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015