اخبرنا عبد الله بن مالك قال اخبرنا الرياشي قال اخبرني محمد بن أبي رجاء عن رجل من بني مخزوم عن أبيه أو عمه قال: لقيت ابن هرمة منصرفة من المدينة فقال لي: قد خرج هذا الرجل يعني محمد بن عبد الله ابن حسن وقد قلت أبياتا فاعرفها واحفظها: الطويل
أرى الناس في أمر سحيل فلا تزلعلى حذر حتى ترى الأمر مبرما فإنك لا تستطيع رد الذي مضىإذا القول عن زلاته فارق الفما
فكائن ترى من وافر العرض صامتا ... وآخر أردى نفسه إن تكلما
اخبرنا ابن دريد قال اخبرني عمي عن ابن الكلبي قال اخبرني أبو حاتم عن أبي عبيدة قالا: خرج سامة ابن لؤي بن غالب من مكة حتى نزل بعمان فأنشأ: الخفيف
بَلّغا عامرا وكعباً رسولا ... إن نفسي إليهما مشتاقه
إن تكن في عمان داري فإني ... ماجد ما خربت من غير فاقه
ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزد فقراه وبات عنده. فلمام أصبح قعد يستن، فنظرت إليه امرأة الأزدي فأعجبها. فلما رمى قصمة سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليها زوجها فحلب ناقتة إلى وضع في حلابها سماً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فهراق اللبن وخرج يسير. فبينما هو في موضع يقال له جوف الخميلة هوت ناقته إلى عرفجة فانتشلتها وفيها أفعى ففتحتها فرمت بها على ساق سامة، فنهشته فمات. فقالت الأزدية تبكيه حين بلغها أمره: الخفيف
عين بكي لسامة بن لؤي ... علقت ساق سامة العلاقه
لا أرى مثل سامة بن لؤي ... حملت حتفه إليه الناقه
رب كأس هرقتها ابن لؤي ... حذر الموت لم تكن مهراقه
وحدوس السرى تركت رديا ... بعد هجر وجرأة ورشاقه
وتعاطيت مفرقا بحسام ... وتجنبت قالة العوّاقه
اخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه قال حدثننا الحنيني عن احمد بن المفضل عن أسباط عن السدى قال: روى عن ابن عباس قوله تعالى (أم حسبت إن أصحاب الكهف والرقيم ... الآية) قال: أن الفتية لما هربوا من أهلهم خوفا على دينهم فقدوهم، فخبروا الملك خبرهم، فأمر بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم وألقاه خزانته، وقال: انه سيكون لهم شأن. فذلك اللوح هو الرقيم.
قال أبو القاسم: في الرقيم خمسة أقوال؛ أحدها انه هذا الذي روى عن ابن عباس انه لوح كتب فيه أسماؤهم. والآخر إن الرقيم هو الدواة يروى ذلك عن مجاهد وقال: هو بلغة الروم والثالث إن الرقيم القرية وهو يروى عن كعب. والرابع إن الرقيم الوادي. والخامس ما روى عن الضحاك وقتادة قالا: الرقيم: الكتاب، والى هذا يذهب أهل اللغة ويقولون: هو فعيل ويقولون: هو فعيل بتأويل مفعول، يقال: رقمت الكتاب فهو رقيم ومرقوم كما قال تعالى كتاب مرقوم.
اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا السجستاني عن أبي عبيدة عن العتبي عن أبيه عن جده قال: ولي معاوية بن أبي سفيان روح بن زنباع عملا فبلغته عنه خيانة فصرفه وأمره بالقدوم عليه، ففعل فأمر بضربه، فلما أخذته السياط قال: نشدتك الله يا أمير المؤمنين إن تهدم مني ركنا أفت بنيته أو نضع خسيسة أنت رفعتها أو تشمت بي عدو أنت وقمته وبالله إلا أتى حلمك، كل جهلي وعفوك على إفساد صنائعك. فقال معاوية: الطويل
إذا الله سنّى عقد تيّسرا
خلو عنه.
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا ثعلب عن عمر بن شبة قال: تزوج الحسن بي علي خولة بنت منظور بن زبان فأقامت عنده حولا لا تكتحل ولا تتزين حتى ولدت له ابنا فدخل عليها يوما وقد تزينت فقال: ما هذا؟ فقالت: خفت إن اتزين وأتصنع فيقول النساء تجملت له فلم تر عنده شيئا، فأما وقد جاء هذا فلا أبالي.
فلما مات الحسن جزعت عليه جزعا شديدا فقال منظور أبوها الكامل
نُبِّئْتُ خولة أمسِ قد جزعتْ ... من إن تنوبَ نوائبُ الدهرِ
لا تجزعي يا خول واصطبري ... إن الكرامُ بنوا على الصبر