الباب، فلما غاب قلنا: يا أبا نصر! سألتك الجارية فأجبتها، (واستعففت) (?) للغلام؟! فقال: يروى عن سفيان الثوري: أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي من شيطانيه.

فإن قيل: فكيف بما روى سعيد بن سليمان سعدويه (?)، قال: نا عباد بن العوام، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أنه كان إذا رأى الشباب، قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أُمِرنَا أن نحفّظكم الحديث، ونوسِّع لكم في المجالس. وهو حديث صحيح، رواه أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف (بمطين) (?)، عن سعدويه بالإِسناد المذكور، وكلهم ثقات؟.

قلنا: كل ما قررناه في هذا الباب من ترجيح منع النظر، ووجوب غضِّ البصمر، إنما هو في حق الخائف من الفتنة، وليس في الحديث المذكور ما يناقض ذلك، وفي هذا الباب كثير من هذا المعنى اخترتُ منه يسيرًا دالًا على المقصود، ليكون متضمّنًا من الحديث وكلام العلماء بعض ما فيه، كسائر ما تقدم، والله الموفق.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015