ففي صحيح البخاري من حديث البراء بن عازب (?) رضي الله عنه (.. وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: أعل هبل (?) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: لنا العزى (?) ولا عزى لكن، فقال - صلى الله عليه وسلم - أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم..) (?) .
جاء في زاد المعاد في سياق ذكر هذا الحديث عند قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كذبت يا عدو الله فكان في الإعلام من الإذلال للعدو، وبيان قوة المسلمين وأنهم لم يهنوا ولم يضعفوا ما يدعو العدو إلى الخوف من قوة المسلمين وبسالتهم، وكان في الإعلام ببقاء الثلاثة الذي سأل عنهم أبو سفيان بعد ظنه وظن قومه أنهم قد قتلوا من المصلحة وغيظ العدو والفت في عضده ما ليس في جوابه حين سأل عنهم واحدا واحدا (?) .
وبهذا يتضح دور الأعلام المسموع في فت عضد العدو، وإرهابه وإذلاله.