اعلم [1] ان بفارس صرودا [2] لا يثمر فيها الأشجار من شدّة البرد [3] ولا ينعش [4] فيها الزرع مثل الأرد والرّون والرّهنان واطراف إصطخر [5] وجروم لا يمكن النوم فيها بالنهار من شدّة الحرّ مثل سيراف وأرّجان وما بينهما [6] ويقع الاعتدال بين الحدّين وما فيها من البلد مثل شيراز ومدنها واطراف [7] سابور والثلج موجود في جميعه يحمل من القرب والبعد الغالب [8] عليه الجبال أكثرها مشجرة والزريعة [9] قليلة وفيه خفّة وبه منازه حسنة [10] وقلاع منيعة وعجائب كثيرة وخصائص غريبة ومعادن جليلة وفواكه لذيذة المجوس [11] به أكثر من اليهود وبه نصارى [12] قليل وبه مجذّمون [13] قليل ولم أر بلدا أكثر عورا من كازرون والمفاليج [14] بشيراز كثير والعمل فيه على مذهب أصحاب الحديث وأصحاب ابى حنيفة رحمه الله كثير وللداوديّة دروس ومجالس وغلبة ويتقلّدون القضاء والأعمال وكان عضد الدولة يعتقده أكثر الفقهاء من الثلاثة مذاهب معتزلة والشيعة بسواحله كثير ومن رسومهم إذا صلّيت العصر كلّ يوم جلس العلماء للعوامّ الى المغرب وكذلك بعد الغداة الى ضحى وأيّام الجمع يجتمعون في غير موضع وطابت شيراز بجامعها والصوفيّة به كثير ويكبّر في جوامعهم بعد الجمعة ويلتفت على المنبر بالصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم ويؤذّن بين يديه جميعا بلا تطريب ولا يشهد الّا عدل ويلبس