والفقر يكتم في بلاد غيرها ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّهم [1] ... همذان فانصرفوا فتلك جهنّم
وليس لها اليوم [2] تلك العمارة والرىّ أطيب وآهل [3] واعمر منها [4] قد انجلى أهلها وقلّ العلماء بها وأذهبت الرىّ دولتها وهي بقرب [5] الجبل بناؤهم طين وقرأت في بعض الكتب انها كانت بريدين في مثلها الّا ان بخت نصّر لمّا رجع من فتح [6] بيت المقدس رام فتحها فعجز عنه صاحبه فكتب اليه صوّرها لي فلمّا راى صورتها جمع الحكماء فاستشارهم فيها فقالوا تحبس عنهم العيون سنة [6] ثم تخلّيها فإنها تغرق فلمّا طاف عليها الماء خرب أكثرها وملكها فإلى اليوم فيها مكامن ومخابي والمدينة متعالية وأسداواذ مدينة [6] صغيرة الّا انها [7] شديدة العمارة حارّة السوق كثيرة الخير والعسل على فرسخ منها إيوان كسرى والعقبة بينها [8] وبين همذان وبها [9] ماء جار والجامع في زقاق لطيف عامر [10] وطزر نائية عن الجادّة بها قصر لكسرى رخيصة الأسعار والخبز أسواقها [11] مظلّلة والرّوذة وبوسته [12] معادن اللوز من قلوب بأربعة دوانيق وثمّ نهر عظيم وهي بين الجبال وقرماسين نزيهة [13] يحدق بها بساتين والجامع في الأسواق لطيف وقد بنى عضد الدولة ثمّ دارا حسنة وهي على الجادّة وفقّاعها موصوف وقصر اللّصوص صغيرة بها قصر من حجارة على أسطوانات واعمال عجيبة [14] ونهاوند هي ماه البصرة مدينة كبيرة ذات [15] انهار وثمار طيّبة بها جامعان ومزارع الزعفران [16] ولها مدينتان الجامع [17] الّذي وسط البلد ليس [18] بالإقليم مثله عمارة [19] وحسنا [20] مدينتها روذراور بها مزارع