اليوم ألوانا ويمنع السلطان من حمل ذلك الى البلدان الّا ما يخفى عنهم [1] ربّما بلغ الثوب عشرة آلاف دينار، باصقليّة جبل تفور منه النار اربعة أشهر في كلّ عشر سنين مرّة وسائر الأوقات يدخن حوله ثلوج متلبّدة الّا موضع الدخان، بمدينة إيكجا [2] عيون تخرج أوقات الصلاة ثم تغور فان قصدها رجل [3] كان قد قتل نفسا بغير حقّ لم يخرج له شيء [4] ، فان قال قائل انك تركت كثيرا من العجائب [5] في هذا الإقليم لم تذكرها [6] قيل له انّما تركنا ما ذكره من قبلنا في تصانيفهم ومن مفاخر كتابنا الاعراض عمّا ذكره غيرنا وأوحش شيء في كتبهم ضدّ ما ذكرنا الا ترى انك إذا نظرت في كتاب الجيهانىّ وجدته قد احتوى على جميع أصل ابن خرداذبه [7] وبناه عليه وإذا نظرت في كتاب ابن الفقيه فكأنّما أنت ناظر في كتاب الجاحظ والزيج الأعظم وإذا نظرت في كتابنا وجدته تسبّح وحده يتيما في نظمه ولو وجدنا رخصة في ترك جمع هذا الأصل ما اشتغلنا به ولكن لمّا بلّغنا الله تعالى أقاصي الإسلام وأرانا أسبابه وألهمنا قسمته وجب ان ننهى ذلك الى كافّة المسلمين ألا ترى الى قوله تعالى [8] قُلْ سِيرُوا في الْأَرْضِ 6: 11، أَفَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا 12: 109 وفيما نذكر [9] عبرة لمن اعتبر وفوائد لمن سافر [10] واما ارض السودان فإنها تتاخم هذا الإقليم ومصر من قبل الجنوب وهي بلدان مقفرة [11] واسعة شاقّة [12] وهم أجناس كثيرة وفي [13] جبالهم عامّة ما يكون في جبال المسلمين من الفواكه غير ان أكثرهم [14] لا يذوقونه ولهم فواكه اخر واغذية واطعمة وحشائش لا توجد عندنا ولا تعامل بينهم بالذهب والفضّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015