بسم الله الرحمن الرحيم ربّ يسّر وأعن بفضلك يا كريم الحمد للَّه الّذي خلق فقدّر وصوّر فأتقن صنع البريّة بلا مشير يناصره [1] ، ودبّرها بلا معين يعاضده [2] ،، أتقنها اىّ إتقان [3] ، وأحكمها بلا أعوان،، أوتد الأرض بالراسيات لئلّا تميد، واحاطها بالبحر كيلا يغلب ماؤها ويزيد،، وبثّ فيها عباده لينظر كيف يعملون فمنهم من آمن واهتدى، ومنهم من كفر وتولّى،، وصلّى الله على خير البريّة، وأكرم الذريّة،، محمّد وعلى آله وصاحبه وسلّم تسليما كثيرا [4] قال ابو عبد الله محمّد بن احمد المقدسيّ اما بعد فإنه ما زالت العلماء ترغب في تصنيف الكتب لئلّا تدرس [5] آثارهم، ولا تنقطع أخبارهم [6] ،، فأحببت ان اتبع سننهم [7] ، وأقفو سننهم،، وأقيم علما أحيى به ذكرى، ونفعا للخلق أرضى به ربّى،، ووجدت العلماء قد سبقوا الى العلوم فصنّفوا على الابتداء ثم تبعتهم [8] الأخلاف فشرحوا كلامهم واختصروه، فرأيت ان اقصد علما قد [9] اغفلوه، وانفرد بفنّ لم يذكروه،، الّا على الإخلال [10] وهو ذكر الأقاليم الإسلاميّة وما فيها من المفاوز والبحار، والبحيرات والأنهار،، ووصف امصارها المشهورة، ومدنها المذكورة،، ومنازلها المسلوكة وطرقها المستعملة وعناصر [11] العقاقير والآلات، ومعادن الحمل والتجارات،، واختلاف أهل البلدان في كلامهم وأصواتهم وألسنتهم وألوانهم، ومذاهبهم ومكاييلهم واوزانهم،، ونقودهمodexرضي الله عنهerolinensis.tantinopolitanus.