قد ارتفع الاختلاف بقوله يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان وامّا الالتقاء فحدّثني جماعة من مشايخ مصر ان النيل كان يفيض في بحر الصين الى قريب [1] فان قيل تأويلك يوجب التناقض لان فيه انهما يلتقيان وان بينهما على ما ذكرت ثلاثة أيّام وحاشى كتاب الله من التناقض وما تأوّلناه مستقيم لان التقاءهما جريان الحلو فوق المالح والبرزخ المنع من اختلاطهما فالجواب تأويلنا أيضا مستقيم لان أعطينا كلّ معنى حقّه فقلنا الالتقاء ما ذكرناه من صبّ النيل في الصينىّ وطرف النيل اليوم يفيض في الرومىّ فبالنيل التقيا ويقال ان امّ موسى عمّ انّما طرحت تابوته في بحر القلزم فخرج في النيل الى مصر مع ان الالتقاء غير الاجتماع لان الملتقيين يكون بينهما فصل [2] ومسافة وما ذهبوا اليه يسمّى اختلاء لا التقاء، فان قيل لم جعلت بحار الأعاجم من السبعة بعد ما قلت ان الله خاطبهم بما يعرفونه فالجواب فيه من وجهين أحدهما ان العرب قد كانت تسافر الى فارس الا ترى ان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال انّى تعلّمت العدل من كسرى وذكر خشيته وسيرته والآخر ان من سار الى هجر وعبّادان لا بدّ له من بحر فارس وكرمان وتيز [3] مكران أولا ترى الى كثير من الناس يسمّونه الى حدود اليمن بحر فارس وان أكثر صنّاع المراكب وملّاحيها فرس وهو من عمان الى عبّادان قليل العرض لا يجهل المسافر فيه جهته فان قيل فهلّا قلت هذا في بحر القلزم الى موضع الاتّساع فالجواب قد قلنا ان من القلزم الى عيذاب وما وراءها مفاوز خالية لم يسمع ان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015