على ظهري فإذا سبّحوك سبّحتك معهم وإذا قدّسوك قدّستك معهم [1] وإذا كبّروك كبّرتك معهم قال اذهب فقد باركت فيك سأكثر حليتك [2] وصيدك، وهذا دليل على ان ليس الّا بحران [3] ولا أدرى هذان البحران يقلبان في المحيط أم يخرجان منه [4] وقرأت في بعض الكتب انهما يخرجان منه وهما الى القلب فيه أقرب [5] لانّك إذا خرجت من فرغانة لا تزال تنحدر الى مصر ثم الى أقصى المغرب وأهل العراق يسمّون العجم أهل فوق وأهل الغرب [6] أهل أسفل فهذا يؤيّد ما ذهبنا اليه ويدلّ على انّها انهار اجتمعت فصبّت في المحيط والله اعلم، وجعل ابو زيد البحار ثلاثة زاد المحيط ولم ندخله نحن في الجملة لانه كما يقال مستدير بالعالم كالحلقة لا يعرف له غاية ولا نهاية، واما الجيهانىّ فإنه جعلها خمسة زاد بحر الخزر وخليج القسطنطينيّة ونحن اقتصرنا على ما انبأ الله في كتابه حيث يقول [7] مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ 55: 19- 20 يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ 55: 22 والبرزخ من الفرما الى القلزم مسيرة ثلاثة أيّام، فان قيل انّما أراد الله تعالى بالبحرين العذب والمالح لأنهما [8] لا يختلطان كما قال [9] وهو الّذي مرج البحرين الآية فالجواب ان اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من الحلو والله [9] يقول منهما ولا خلاف بين أهل العلم [10] ان اللؤلؤ يخرج من الصينىّ [11] والمرجان من الرومىّ فعرفنا انه انّما أراد [12] هذين البحرين، فان قيل البحار سبعة لان الله قال عزّ وجلّ [13] وَلَوْ أَنَّ ما في 31: 27

طور بواسطة نورين ميديا © 2015