اى اسرعوها، ويقال ان عمر بن عبد العزيز أراد ان ينقص الجامع ويجعله في مصالح المسلمين حتّى ناظروه في ذلك، وقرأت في بعض الكتب انّما أنفق عليه ثمانية عشر حمل بغل ذهب، وقد قال بعض من يهجوهم

يا أيّها السّائل عن أدياننا [1] ... لمّا رأى هيئة أحبارهم

وحسن سمت لهم ظاهرا ... إعلانهم ليس كاسرارهم

ما إن لهم فخر سوى مسجد ... به تعدّوا فوق أطوارهم

لو جاءهم جار لهم قابسا ... ما قبسوه الدّهر من نارهم

أسد على الجيران أعداءهم ... آمنة تخطر في دارهم

وكذب في هذا البيت لان الأعداء ابدا يخافونهم [2] ومدينة بانياس على طرف الحولة وحدّ الجبل [3] . أرخى وارفق من دمشق واليها انتقل أكثر أهل [4] الثغور لمّا أخذت طرسوس [5] وزادوا فيها وهي كلّ يوم في زيادة لهم نهر شديد البرودة [6] يخرج من تحت جبل الثلج وينبع وسط المدينة وهي خزانة دمشق رفقة بأهلها بين رساتيق جليلة غير ان ماءها ردى [7] وصيدا وبيروت مدينتان على الساحل حصينتان وكذلك طرابلس الّا انها اجلّ [8] بعلبكّ مدينة قديمة فيها مزارع وعجائب [9] معدن الأعناب، وسائر مدنها طيّبة رحاب [10] ،، وبحوران [11] والبثنيّة ضياع أيّوب ودياره [12] مدينتها نوى [13] معدن القموح والحبوب والحولة معدن الاقطان والازهار وهي اغوار وانهار [14] والغوطة تكون مرحلة في مثلها يعجز عن وصفها [15]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015