في تاريخه [1] ان المنصور لمّا أراد بناء مدينة السلام احضر أكبر من عرف من أهل الفقه [2] والعدالة والأمانة والمعرفة بالهندسة وكان فيهم ابو حنيفة النعمان ابن ثابت والحجّاج بن أرطاة وحشر الصنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل وسائر اعماله وامر بخطّها وحفر الأساسات في سنة [3] 145 وتمّت في سنة 49 وجعل عرض السور من أسفل خمسين ذراعا وجعلها بثمانية [4] أبواب اربعة داخلة صغار [5] واربعة خارجة كبار باب البصرة وباب [6] الشام وباب خراسان وباب الكوفة وجعل الجامع والقصر وسطها وقبلة [7] جامع الرّصافة اصحّ. منه [5] ، ووجدت في بعض [3] خزائن الخلفاء ان المنصور أنفق على مدينة السلام اربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثين درهما لان اجرة الأستاذ كانت قيراطا والروزكارى [8] حبّتين النّهروان مدينة [9] ذات جانبين الشرقىّ اعمر رحبة عامرة [5] بينهما الجسر الجامع في الجانب الشرقىّ [10] والحاجّ ينزلون على هذا الشطّ الدّسكرة مدينة [11] صغيرة سوقها واحد طويل [5] الجامع أسفله [12] غامّ بآزاج جلولا [13] حولها أشجار غير حصينة [14] وهذه المدن وخانقين على جادّة حلوان ليس لهنّ بهاء ولا هنّ لائقات ببغداد وصرصر أيضا كبعض قرى فلسطين النهر الى جانبها وكذلك نهر الملك والصّراة قرى [15] واما قصر هبيرة فمدينة كبيرة جيّدة الأسواق يجيئهم الماء من الفرات كثيرة الحاكة واليهود والجامع في السوق وبابل صغيرة نائية عن الطريق والجادّة على جسرها [16] ، وسائر مدن هذا الوجه على ما وصفنا مثل النّيل وعبدس وكوثا، ومدينة إبراهيم كوثاريّا [17]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015