على انه إذا جمعت عمارات بغداد وأندر [1] خرابها لم تكن [2] أكبر من البصرة، وقد خرب طرف البصرة البرّيّ، واشتقّ اسمها من الحجارة السود كان يثقل بها مراكب اليمن فتلقى ثمّ [3] وقيل لا بل حجارة رخوة [4] تضرب الى البياض وقال قطرب [5] من الأرض الغليظة، وحمّاماتها طيّبة والأسماك والتمور بها كثيرة [6] ذات لحم [7] وخضر واقطان والبان وعلوم وتجارات غير انها ضيّقة الماء منقلبة الهواء عفنة [3] عجيبة الفتن والأبلّة على دجلة [8] عند فم نهر البصرة من قبل الشمال الجامع أعلى القرية عامرة [9] كبيرة ارفق من البصرة وارحب وشقّ عثمان بإزائها من نحو الجنوب الجامع في آخرها حسن [10] ، وسائر المدن على انهار من جانبي دجلة [10] عن يمين وشمال وجنوب وشمال [11] كلّهنّ جليلات كبار [12] عبّادان مدينة في جزيرة بين دجلة العراق ونهر خوزستان على البحر ليس وراءها بلد ولا قرية الّا البحر فيها رباطات وعبّاد وصالحون وأكثرهم صنّاع الحصر من الحلفاء غير ان [13] الماء بها ضيّق والبحر عليها مطبق [14] واسط قصبة عظيمة ذات جانبين وجامعين وجسر بينهما [3] كثيرة الخير ومعدن السمك جامع الحجاج وقبّته في الغربىّ في طرف الأسواق بعيد عن الشطّ متشعّث عامر بالقرآن اختطّها الحجّاج [15] وسمّيت واسط لأنها بين قصبات العراق وبين الأهواز [16] رفقة صحيحة الهواء عذبة الماء حسنة الأسواق واسعة السواد، وقد جعل في طرفي الجسر موضعان يدخل فيهما السفن وفيهم