فالنعمة التي لا خطر لها: الخروج منها والتخلص من رِقّها، فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى، وأعرف الناس بها أشدهم إزراء عليها ومقتاً لها.
ثم ذكر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اللهم اغفر لي ظلمي وكفري) فقال قائل: يا أمير المؤمنين، هذا الظلم فما بال الكفر؟ قال: (إن الإنسان لظلوم كفار).
ثم قال رحمه الله: ومقت النفس في ذات الله من صفات الصّدّيقين، ويدنو العبد به من الله تعالى في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو بالعمل، وترك المحاسبة والإسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها فإن هذا يؤول به إلى الهلاك.
وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويُمَشِّي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مُواقعة الذنوب وأنِسَ بها، وعسر عليه فطامها.
ولو حضره رشده لعلم أن الحُمْية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد.