ذكر ابن القيم رحمه الله: أن صلاح القلب بمحاسبة النفس وفساده بإهمالها والإسترسال معها.
ومن مصالح محاسبتها الإطلاع على عيوبها ومن لم يطالع عيب نفسه لم يمكنه إزالته.
فإذا اطّلع على عيبها مقتها في ذات الله تعالى، وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً). انتهى.
تأمل فقه الصحابة رضي الله عنهم فإن مقت الناس في ذات الله هو من علامات صحة السلوك وليس من باب من يقول: هلك الناس وهو أهلكهم، لأن الفقيه ماقت لنفسه أعظم من مقته للناس، وذاك معجب بنفسه وبعمله، والإعجاب حجاب.
قال بكر بن عبد الله المزني: (لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غُفِر لهم لولا أني كنت فيهم).