ذكر ابن القيم أثر أنس بن مالك رضي الله عنه: (يُنشر للعبد يوم القيامة ثلاثة دواوين؛ ديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه النعم فيأمر الله تعالى أصغر نعمة من نعمه فتقوم فتسْتوعب عمله كله، ثم تقول: أي رب وعزتك وجلالك ما استوفيت ثمني، وقد بقيت الذنوب والنعم فإذا أراد الله بعبد خيراً قال: ابن آدم ضعّفت حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك ووهبت لك نعمي فيما بيني وبينك). انتهى.
إن من يوفق لمعرفة ما تقدم لا يبقى له التفات إلى عمله ونفسه وإنما يجرّد تعلق رجائه برحمة ربه، وليس معنى هذا تقليل وتهوين شأن الأعمال الصالحة بل يجتهد فيها العبد باعتبار أنها سبب لا ثمن.
كذلك فهي غذاء القلب وقوته في الدنيا وهو مأمور بذلك.